الأخ وحيد بخصوص الاخوة الكذبة

هذا الرد على ادعاءات الأخ وحيد الذي يظهر على شاشة قناة الحياة في برنامج «الدليل» مكون من ثلاثة أجزاء. انقر هنا للحصول على النسخة الإنكليزية لهذا المقال

في الحلقة بعنوان «تزوير موقف القديس بولس الرسول من وثنيي أثينا» الحلقة ٤٦٨، قام الاخ وحيد باقتباس من مراجع التي بحسب فهمه تخالف تعاليم الكتاب المقدس وصلب العقيدة المسيحية التي هي لا خلاص بدون دم المسيح الكفاري.

قبل أن أدخل في صلب الموضوع، أحب أن أوضح لكل قارئي هذا المقال وللاخ وحيد باني معجب بمحبته لخلاص النفوس و بغيرته على كلمة الله. ولكني أيضا أحب أن ادعوه أن يتامل بهذه الحقيقة. حياتنا التبشيرية لها طابعين. الأول هو محبتنا للحق والثانية كراهيتنا للهرطقة. أحيانا حينما كراهيتنا للهرطقة تفوق على محبتنا للحق، تتغلب علينا الشكوك فنرى هرطقات في أشياء خالية من الهرطقة.

لو الكتاب الذي هاجمه الأخ وحيد لم يكن كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، الكتاب الذي يحتوي على التعليم الرسمي للعقائد الكاثوليكية، لما أنفقت وقتي في كتابة هذا الرد. ويتمادى وحيد بوصفه للذين يعتقدون بهذا الكتاب بأنهم «ذئاب خاطفة» و«اخوة كذبة» (انقر هنا لتتعرف على خلفية هذا المصطلح). كان يمكن أن يكون أكثر صدقا مع مشاهديه لو أعطى اسم المرجع الذي استخدمه لكي يوظح لمشاهديه من هم الذي وصفهم ب"الإخوة الكذبة."

في مقدمة برنامجه، يتكلم الأخ وحيد عن «فئات مختلفة" تحاول أن «تجد ما يدعم كلامهم من خلال آيات يحاولوا يطوروها حسب فكرهم لدرجة انهم يحاولوا تطويع الكاروز العظيم بولس الرسول محاولة…تطويع كلامه ليكون ليه موقف خاص من وثني أثينا». ويكمل كلامه بقرائة من أعمال الرسل ٢٢:١٧-٣١ ومن كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، فقرة 843.


هذه هي فقرة 843 بأكملها:

843 " الكنيسة ترى في الاديان الاخرى تلمّسها، "الذي يزال في الظلّ وفي خفاء الصّوَر" ، الله المجهول والقريب الذي يعطي الجميع الحياة والنفس وكّل شيء، والذي يريد أن يخلص جميُع البشر. وهكذا ترى الكنيسة ان كل من يمكن أن يوجد من الصلاح والحق في الديانات هو "تمهيد لانجيل وموهبة من ذاك الذي ينير كل إنسان لكي تكون له الحياةُ أخيراً"

الجزء المظلل هو الجزء الذي يقتبسه وحيد وواضح أنه يستخدم ترجمة مختلفة. وهذا هو الجزء الذي يفسره وحيد في الحلقة.

يدعي وحيد بأن «هذا الموقف [أعمال ٢٢:١٧-٣١] أخذه البعض ليقول يعني زي منتو شايفين لا مشكلة فبولس لم يعترض أن للوثنيين آلهة يمكن من خلالها التعبد لله والوصول إلى الخلاص». هذا هو تفسير اخونا وحيد الكلام الوارد في فقرة 843. ويستمر في باقي الحلقة ليثبت من أعمال ٢٢:١٧-٣١ بان الفقرة 843 هي خاطئة وبان عابدي الاصنام لن يدخلوا ملكوت السماوات.

كلام وحيد كاد أن يكون مضحكا لو لم يكن نابعا من شخص انا اعتبره باحث متمكن. لنقرأ معا ما الذي تعلمه الكنيسة في هذه الفقرة وما الذي لا تعلمه.

843 " الكنيسة ترى في الاديان الاخرى تلمسها، "الذي يزال في الظل وفي خفاء الصور" الله المجهول والقريب الذي يعطي الجميع الحياة والنفس وكّل شيء، والذي يريد أن يخلص جميُع البشر. وهكذا ترى الكنيسة ان كل من يمكن أن يوجد من الصلاح والحق في الديانات هو "تمهيد لانجيل وموهبة من ذاك الذي ينير كل إنسان لكي تكون له الحياةُ أخيراً" (فقرة 843).

الكنيسة الكاثوليكية "ترى" او تعترف بأن "الاديان الاخرى" تتلمس او تبحث عن "الله المجهول القريب". فالذين يعبدون الأوثان يقرون بوجود قوة تتفوق على القوى البشرية وهي قوة تستحق الإكرام والتبجيل من قبل البشر. وبالتالي هؤلاء الوثنيون هم على حق من ناحية، ومن ناحية أخرى، فهم مخطئون. هم على صواب باعتقادهم يوجد قوى تفوق البشر، ولكنهم اخطئوا حينما نسبوا هذه القوى إلى أصنام. القديس بولص يقول للاثينيين "أنا أبشركم بالإله الذي تعبدونه ولا تعرفونه" (أعمال 23:17). أي شكل من أشكال التدين هو محاولة للوصول إلى الإله الحقيقي. هذه المحاولة تفشل حينما يوجه الانسان هذا التدين إلى أصنام من صنع البشر. ولكن بالرغم من ذلك، هي تبقى محاولة، والدافع من وراء هذه المحاولة هو البحث عن الإله الحقيقي الذي "غرس الابدية في قلوب البشر" (الجامعة 11:3). إذاً في عبادتهم للاصنام، الوثنيون يتلمسون ويبحثون عن الله المجهول والقريب". فهو "قريب" لأنه هو الذي "يعطي الجميع الحياة والنفس وكّل شيء" وهو يريد أن "يخلص جميع البشر". هذا كل ما تعلمه الكنيسة الكاثوليكية في الفقرة 843.

والآن لنرى ما لا تعلمه الكنيسة الكاثوليكية في الفقرة 843. الكنيسة الكاثوليكية لا تعلم في هذه الفقرة، كما ادعى وحيد، بأن عبادة الأوثان ممكن أن تستبدل الذبيحة الكفارية التي قدمها السيد المسيح على الصليب، والتي بدونها لا يستطيع احد أن يدخل إلى السماء. الاعتراف بوجود تلمس وبحث في الأديان الاخرة لا يعني اعتناق هذه الأديان كطريقاً آخر إلى الله بدون ذبيحة السيد المسيح الكفارية، كما يقترح وحيد. ولا يوجد اي عبارة في الفقرة 843 توحي بأن ايمان الوثنيين هو "ايمان خلاصي" أو هو ممكن أن يوصل الإنسان إلى الخلاص. وحيد هنا يفرض شرحاً خاطئاً على النص وهو شرحاً غير اميناً على النص الذي أمامه.

لو كان وحيد قد قرء الفقرة بأكملها، لكان المعنى واضحاً جداً. فالفقرة 843 لا تنتهي في المكان الذي أنهى وحيد اقتباسه (ولا هي تبدأ من المكان الذي يبتدئ اقتباسه). تكمل الفقرة بعتارة مهمة جداً.

"وهكذا ترى الكنيسة ان كل من يمكن أن يوجد من الصلاح والحق في الديانات هو "تمهيد لانجيل وموهبة من ذاك الذي ينير كل إنسان لكي تكون له الحياةُ أخيراً"

في كل الأديان يوجد بعض "الصلاح" وبعض "الحق". جميع الأديان (بحسب علمي) لديها بعض "الصلاح"، كالزكاة أو اتباع بعض المبادئ الأخلاقية التي تشابه الوصاية العشرى. إذ نكون مخطئين جداً إذا لم نعتبر الصدقة على الفقراء شئ صالح وحق. ونكون مخطئين بخطورة إذا لم نعتبر أن الحظر الأخلاقي ضد السرقة أو القتل أمر صالح وحق. أن كانت "كل عطية صالحة تأتي من عند ابي الانوار"، اذاً مصدر كل شئ صالح وحق موجود في الأديان الاخرى هو الله بذاته (يعقوب 17:1). ولكن بالرغم من ذلك كل "الصلاح والحق" الموجودين في الأديان الاخرى هم ليسوا سبيلاً يمكن من خلاله اقتناء الخلاص والوصول إلى السماء. انما كل "الصلاح" و"الحق" الموجودان في الأديان الاخرى هما فقط "تمهيد للانجيل". الصلاح والحق في الأديان الاخرى هما يهيئان الشخص الذي يمتلكهم لقبول البشارة والميل إلى احتضان الانجيل حينما يعرض عليهم لان الانجيل يحتوي على كمال الحق والصلاح. الأرض المشتركة بين الانجيل والاديان الاخرى هي بمثابة باباً يتسربل من خلاله نور الانجيل فيشع ذلك النور ويبدد الظلمة في العبادات الوثنية. القديس بولص يستخدم هذه الاستراتيجية في أعمال 17 حينما يقابل وثنيين متدينين، اذاً التدين ميزة صالحة، فاستخدم هذه الميزة لكي يبشر الوثنيون الاثينيون عن الإله الحق الذي هم يجهلونه.

لسببٍ ما، اختار وحيد أن لا يناقش النص الكامل من الفقرة 843، والتي تعلن وبكل وضوح بأن "الصلاح والحق" الموجودان في الأديان الاخرى هما فقط تمهيداً للانجيل الذي يحتوي على الحق المطلق. أن كان هذا النص من الفقرة 843 صحيحاً، اذاً تفسير وحيد للجزء الذي قام باقتباسه ليس أكثر من مغالطة رجل القش. في هذه الحلقة (8:45)، وحيد يتهم هذه الفئة التي تعلم بدخول الوثنيين إلى السماء بوثنيتهم، على حد تعبيره، يتهمهم بقطع ايات أو اقتباس نصف آية وترك الباقي، اي هم ياخذون الآيات من سياقها النصي. لو عمل وحيد بحسب نصيحته عن ضرورة احترام السياق، لما قام باقتطاف جزء من النص وتجاهل بقية الفقرة.

Comments

Popular posts from this blog

Twenty One Saints Everyone Must Know IX - VII

Biblical Proof of Mary’s Immaculate Conception I